صباح طفلة عمرها الحقيقي 17 عام ولكن عمرها في المستندات الرسمية 12 عام فقط ولدت ولم يتم استخراج شهادة ميلاد لها فعاشت ساقطة قيد لمدة 5 أعوام وحرمت من كل حقوقها في الحياة فلم تتعلم ولم يكن لها وجود أصلا من وجهة نظر الجهات الحكومية ، صباح ولدت في أسرة فقيرة جداً ومعدمة الأب مريض والأم تعمل بائعة في السوق ولها 5 إخوة في مراحل عمرية مختلفة الكل يعمل لتوفير الضروريات للبقاء أحياء وتوفير علاج الأب وصباح دخلت سوق العمل في السابعة من عمرها مع والدتها في السوق وتنقلت بين مجموعة من المهن منها جمع القمامة وفرزها والعمل في مصانع الملابس وتعبئة المواد الغذائية وغيره ونظراً لصغر سنها وضعفها الشديد لم تتحمل العمل لفترات طويلة وتعرضها لكثير من المشكلات لكونها أنثى وتعرفت صباح على الجمعية عن طريق أخاها الأكبر إسلام فقد كان عضوا بالجمعية وكان يحضرها معه كلما سمحت ظروفها بذلك وفى يوم من الأيام جاءت أم صباح لتخبر العاملين بالجمعية بظروف صباح وإنها ليس لديها أوراق رسمية ولم تلتحق بالتعليم أصلا وطلبت مساعدتها في إيجاد حل لمشكلة صباح وتم عمل جلسات استماع لصباح وتبين منها أن حلم صباح الوحيد أن تتعلم لتغير واقعها الأليم وتساعد نفسها وفعلا قامت الجمعية باستخراج شهادة ميلاد ساقط قيد وإلحاقها بفصول محو الأمية بالجمعية وإلحاقها بنوادي الطفل لتنمية مهاراتها الذاتية ورفع قدراتها على مواجهة المشكلات التي تتعرض لها وإلحاقها بعمل أكثر آمنا في إحدى المصانع حتى أصبحت قادرة على تحديد أهدافها وأصبحت عضوه منتخبة بلجنة الأطفال العاملين بحي السلام و قادرة على إدارة حوار مع المسئولين وتنفيذ أنشطة وشاركت في عمل الدراسة الميدانية وأصبحت من أكثر أطفال اللجنة إصرارا ًعلى الحصول على حقوقها وحقوق أقرانها من الأطفال العاملين ولم يزيدها ما تعرضت له من مشكلات وانتهاكات لطفولتها إلا إصرار على تحقيق حلمها والآن صباح اتولدت من جديد بالتحاقها بفصول التعليم المجتمعي لإعادة إلحاقها بالمدرسة لتحقيق حلمها في الالتحاق بالجامعة وحصولها على مؤهل عالى لتصبح نموذج نفخر به جميعاً ونتعلم منه الكثير.