منذ خمسينات القرن الماضي تسعى الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، إلى تحسين نوعية الحياة للمواطن الفقير والمهمش، أيًّا كان وأينما كان، وتعمل على توفير فرص العيش الكريم والمستدام، لأبناء الوطن داخل القرى الأكثر فقرًا، والعشوائيات، مع التركيز على المجموعات الأكثر احتياجًا مثل النساء والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة والأطفال.
وسعيًا لتحقيق رسالتها تعمل الهيئة من خلال وضع خطط تنفيذية لمختلف الوحدات والبرامج، يتم إعدادها بأسلوب علمي، تناسب واحتياجات مجتمعات العمل. وفي العام الماضي استطاعت الهيئة تحقيق العديد من الإنجازات، ساهمت بتوصيل رسالتها إلى أكثر من مليوني مواطن مصري داخل القرى والعشوائيات والمناطق المحرومة، دون النظر إلى الجنس أو الدين أو العقيدة.
كما تعمل من خلال آليات ونماذج تستهدف بناء المجتمعات والمؤسسات والأفراد الفقراء، من أجل زيادة جاهزيتهم وتعزيز تماسكهم، حتى يتمكنوا من تطوير آليات فاعلة تساهم في الصمود والمتانة المجتمعية لمواجهة المخاطر والتهديدات والتغيرات الحالية والمحتملة في كافة النواحي.
كما استكملت الهيئة القبطية الإنجيلية في استراتيجيتها بإقامة شراكة كاملة مع مؤسسات الدولة في كافة قطاعاتها؛ سواء القطاع الحكومي أو قطاع المجتمع المدني أو القطاع الخاص والمراكز البحثية والإعلام، من أجل تعظيم الأثر والعائد على الفئات المستهدفة.
وهنا أودّ أن أشير للدَّور الهام للهيئة القبطيَّة الإنجيليَّة للخدمات الاجتماعيَّةِ، والتي تقوم -منذ تأسيسِها في ستينيَّات القرن الماضي- بتنفيذ البرامج التنمويَّة الشاملة في مجالات الصحة العامة وصحة الأطفال والتعليم والزراعةِ، وتحسين مساكن الفقراء والبيئةِ، ومكافحة الإصابة بالعمَى، والعمل في مجال الأشخاص ذوي الإعاقة وقضايا تنظيم الأسرة والصحة الإنجابيَّة وكذلك مجال التنمية الاقتصادية بكلّ أبعادِه مثل:
التدريب الحِرَفيّ والإداريّ وتنمية المهارات لدى الشباب ليكونوا قادرين على الحصول على فرص عملٍ ملائمةْ.
أن تكون حلقة الوصل بين طالبي العمل ومقدِّمي فرص العملْ.
تنفيذ ملتقَيَات ريادة الأعمال والتوظيف والمعارض والاشتراك فيها.
تقديم الخدمات والدعم والاستشارات لأصحاب المشروعات الصغيرة والمتناهية الصِّغرِ، من خلال مراكز تقديم خدمات تطوير ريادة الأعمالْ.
ويُنفَّذ ذلك في المناطق الريفية والحَضَريَّةِ، في محافظات مصر المختلفةْ، وهذَا بهدف مناهضة الفقرِ، وتحسين نوعية الحياة للمواطنين الأكثر احتياجًا والأَوْلى بالرعايةِ، والمساهمة في تمتُّعِهم بالحياة الإنسانية الكريمةْ. وتقدِّم الهيئة عملَها لكلّ المواطنينَ، دون أيّ تمييزٍ قائمٍ على أساس النَّوْعِ، الدِّيْن أو المعتقدْ. وبالشَّراكة مع الأطراف الفاعلة المختلفةِ، نحن نخدِم من 2.5 الى 3 ملايين مواطنٍ سنويًّا، بالتعاون مع ما يَقرب من 400 جمعيةٍ قاعديةٍ و5000 من المتطوعينْ.
وقد شاركت الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية بفاعليةٍ في تنفيذ المبادرات الرئاسيةِ، مثل مبادرة “حياة كريمة” لتوفير السكن الكريمِ، وتقديم قوافل طبيةٍ، وكذلك لتوفير الكراسِي المتحركة للأشخاص ذوي الإعاقة في محافظاتْ: البحيرة والدقهلية وسوهاجْ.
وتشترك الهيئة أيضًا في المرحلة الثانية من مبادرة حياة كريمة “تطوير الريف المصريّ” في محافظاتِ: البحيرة وبني سويف.
وكذلك تتشارك الهيئة مع صُندوق “تحيا مصر” في تنفيذ مبادرة “نور حياة” للوقاية والعلاج من الأمراض المسبِّبة لضعف أو فقدان البصرِ، وأيضًا في تنفيذ قوافل الخير ومبادرات الدعم والحماية الاجتماعية التي يقوم بها صندوق “تحيا مصر”، وذلك في محافظاتْ: سوهاجْ، المنيا، بني سويف، القاهرة، الجيزة، القليوبية، البحيرة.
أخيرًا، أؤكِّد على أنّ هَدَفَنا وسعيَنا، سيكونان دائمًا المشاركة بفاعليةٍ وإيجابيةٍ في تحقيق الهدف الأساسيّ الذي يجمَعُنا، وهو نموّ وازدهار المواطن المصريّ، والتنمية والبناء والنموّ لوَطَنِنَا مِصرْ.
الدكتور القس أندريه زكي