في مصر وخاصة في المناطق الريفية والحضرية المهمشة تعاني الفتيات والسيدات من التهميش ، والعديد من مظاهر القهر الاجتماعي التي تواجههم بشكل يومي . ولنا ان نتخيل كيف تتضاعف وتزيد صعوبة هذه الاعباء عندما تصبح الفتاة متزوجة في سن مبكر جدا ثم حامل ثم مطلقة وهي لم تنجب بعد طفلها الاول ، لتعود لمنزل اهلها بعد أن ظنوا بأن زواجها مبكرا سوف يخلصهم من جزء من اعباء حياتهم فهي تعود مرة أخري لتواجه ” تحدي ومصير اصعب بنظرة المجتمع الاقصائية للمطلقات وخاصة في السن الصغير وايضا فيما تحضره لأسرتها من عباء جديد وهو وليدها”.
نعيمة سيد محمد حسانين من سمالوط بمحافظة المنيا ، التي لم تنهي العقد الثاني من عمرها وكانت قد تزوجت في سن مبكرة جدا وطلقت وهي حامل في طفلها الاول ، اصبحت وهي في بدايات مشوار حياتها امام تحديات اجتماعية واقتصادية صعبه ومريره . فهي من ناحية مطلقة صغيرة وهذا عبئ اجتماعي لا يقبل بسهولة في المجتمع المصري وخاصة الريفي منه ، ايضا حامل في طفل سوف تتحمل مسئولية تربيته لوحدها وهي في سن صغيرة جدا ، اضف لهذا مستوي المعيشة المتدني لأسرتها. كان من الممكن لنعيمة أن تستسلم لمشكلاتها وأن تتكيف في استسلام لوضعها الجديد وتعيش هي ووليدها على الكفاف الذي يصل لها من بعض المتعاطفين لكنها فكرت في نفسها أنها لن تقبل بأن تعيش المهانة والزل وعليها أن لا تستسلم لهذه التحديات مهما أن كانت الظروف. بدأت نعيمة في البحث عن مخرج لها من ازمتها ورأت أن أهم خطوة هي أن يكون لها دخل يمكنها من ان تعيش بكرامة. فقررت ان تبدء بمشروع صغير بشرط ان يكون مكان هذا المشروع ليس ببعيد عن منزل والدها حتي تتمكن ايضا من رعاية مولودها وايضا حتى لا تتعرض لمضايقاته كونها مطلقة صغيرة السن . وجاءتها الفكرة للمشروع بأن تبيع امام باب منزل والدها زيوت لموتورات رش وري الاراضي الزراعية ، وتبقي المشكلة الرئيسية امامها في حصولها على راس مال يمكنها من بدء هذه المشروع. “فذهبت للاقتراض من الهيئة الانجيلية لبدء فكرتي الصغيرة” قالت نعيمة. ومع صمودها وتعاطف الاهالي ورغبتهم في معونتها ، بدء المشروع ينمو تدريجيا وتنتهي من سداد قرضها الاول لتأخذ الثاني ويستمر المشروع في النمو بإضافة بعض قطع الغيار البسيطة الخاصة بموتورات الرش والري والسيارات التي تستخدم في الأنشطة الزراعية، ليضيق المكان امام منزل والدها ، لتفتح دكان صغير بجوار المنزل لتتسع في تجارتها ويحقق طموحها المتنامي. ومع نجاح مشروعها كان ايضا من السهل أن تلحظ التطور الذي يحدث على مستوى معيشتها من خلال تحسين مسكن معيشتها واضافة اجهزة منزلية كهربائية له.
” زاد حجم تجارتي و ابتديت احس بطعم النجاح. الان انا اعيش مع عائلتي في مستوى افضل و انا بعتبر نفسي نموذج ناجح للبنات و السيدات في منطقتي”
” تمكين الفتيات والسيدات اقتصاديا هو المفتاح لتغيير نظرة المجتمع لهن.” نعيمة سيد، 19 سنة – المنيا
جدير بالذكر ان قطاع المشروعات الصغيرة بالهيئة يعمل على توفير فرص لتمويل مشروعات فردية متناهية الصغر، وتوفير فرص تمويل لقروض لمجموعات متضامنة لإقامة مشروعات متناهية الصغر، بالإضافة إلى تقديم خدمات غير تمويلية من دعم فني، وتدريب وغيرها.