في بداية اللقاء رحبت الأستاذة سميرة لوقا رئيس قطاع أول الحوار بالهيئة القبطية الانجيلية بالحضور والمشاركين في المؤتمر ، مؤكدة على أهمية التسامح وهو موضوع المؤتمر ، لأنه الاساس الذي تقوم عليه الحياة ويتعايش به المواطنون ، وتتحقق من خلاله المواطنة، كما أكدت ” سميرة لوقا ” أن قطاع الحوار بالهيئة يقوم على محاور عدة منذ عشرين عاماً ، حيث يتفرع منه برنامج الواعظات والداعيات ، والآن يعمل الحوار في الاتجاه الموازي له وهو تفعيل الحوار على ارض الواقع بوجود ائمة وقساوسة من المؤسسات الدينية ، وعلى رأسها قياداتها ، وهو ما يتجلى بحضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف و الدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر ورئيس الهيئة القبطية الإنجيلية جنبا الى جنب لتفعيل التسامح والحوار على ارض الواقع.
وخلال كلمته أكد الدكتور القس أندريه زكى ترحيبه بالمشاركين في المؤتمر، لافتا إلى أن قوة التسامح منهج للحياة وهي رؤية نحتاج أن تترسخ في المجتمع، لا أن يكون أمر مختلف بين أبناء الوطن الواحد
وقال إن ما حدث في حادث كنيسة ابو سيفين في إمبابة يرسخ لنا نقوله من عيش مشترك، وروح التعاون والمحبة، وأنه يوجد نموذج للتعايش يجب دراسته، وتأثير منهج التسامح في عدد من المحاور.
وأشار إلى ضرورة توضيح وتعريف المصطلحات، فالخلط بين بعض المصطلحات من الممكن أن يحدث بعض المشكلات، وأن التسامح يفهم على تجاوز المشترك والوصول لحق الاختلاف زمن هنا يكون هناك مكانا الآخر المختلف.
وتابع قائلا، إن الإنسان هو خليقة الله ومكرم من كل الأجناس وله مسئولية في إعمار الأرض، فالاختلاف يجب أن يقوم على التعارف والتعايش، وأن كل الأديان تدعوا إلى التسامح، والنصوص الدينية سمحة بطبيعتها، ولا جدال بشأن تعاليمها، إنما المشكلة تكمن في بعض التفسيرات التي تريد اختطاف النص وتكوينه لخدمة بعض الأفكار.
ونوه الدكتور القس أندريه زكي إلى أن أمن المجتمعات وسلامتها تنطلق من مبدأ التسامح والذي يمكن الجميع من العمل والنمو.
ومن جانبه قال وزير الأوقاف خلال مشاركته في منتدى حوار الثقافات الذي تنظمه الهيئة القبطية الإنجيلية بعنوان ” التسامح ومواجهة العنف.. من المبدأ إلى التطبيق” بحضور الدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية وعدد من العلماء والإعلاميين وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ والشخصيات العامة – إن المنتدى يسهم في دعم القيم النبيلة داخل المجتمع المصري، لافتا إلى أن هذا المنتدى جزء من استراتيجية عامة للدولة المصرية، وأن الكل لديه إيمان بقوة المواطنة الحقيقية، وأن كل ما يخرج من المنتدى نعمل على تطبيقه على أرض الواقع.
كما أكد الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي حرص منذ توليه مسئولية الحكم على ترسيخ مبدأ المواطنة، وأنه لا فرق بين أبناء الوطن الواحد، وأن بعض المصطلحات تلاشت وانتهت، وأن جميع المصريين على قدم المساواة وفقا لمبدأ المواطنة المتكافئة.
وأضاف الدكتور مختار جمعة أن التسامح ليس فقط قبول الاختلاف وانما أيضا مراعاة مشاعر الآخر والحرص على المودة الوطنية الخالصة، لافتا إلى أن هناك توجه لعمل دورات إلى جميع الأئمة لدراسة بناء الخطبة، وأن هناك تدريب لعدد ٥ آلاف إمام على مدى شهر من أجل التثقيف، فرحل الدين يبنى ولا يهدم ويجمع ولا يفرق وهذا هو الدور الأصيل لرجل الدين.
وتابع قائلا، إن هناك ضرورة للوقوف على معنى الجملة، وأن يكون هناك بعد عن الجمل الجاهزة، وأنه يجب أن يدرك الشخص قيمة كل كلمة يقولها وأن يعرف أبعادها، ومراعاة شعور الآخرين في كل لفظ وحركة.
كما أشار إلى أن مبدأ التسامح يجب تطبيقه بين الجميع، بين أبناء الدين الواحد وبين أفراد الأسرة، وبين الجيران وأن يكون السماحة في جميع المعاملات الإنسانية، وأن كل الأديان نهت عن الغش والاحتقار، والمضاربة، وأن كل الأديان رحمة وتصافح وصبر.