جاء وباء كوفيد-19 مفاجئًا ودون سابق استعداد، وقد بادرت وحدة الحوار بمواجهة هذا الجائحة بتنفيذ عدد من المبادرات التي أسهمت في تأكيد قيم التماسك والتضامن وقت الأزمات، وساعدت المجتمعات المحلية على مواجهة هذه الجائحة، امتدت هذه المبادرات من أسوان إلى الإسكندرية، وشارك فيها الشبابُ مشاركو المنتدى جنبًا إلى جنب مع مؤسسات حكومية وغير حكومية كالجمعيات الأهلية ومراكز الشباب والجامعات والمؤسسات الدينية والصحية والأكاديمية.
ففي أسوان، اتسمت مبادرة “أزمة وتعدِّي” بالطابع الثقافي والفني بهدف الإعلاء من قيم التعددية وقبول الاختلاف من خلال عروض فنية شاهدها وتفاعل معها السكان والمرضى من نوافذ وشرفات المنازل ومستشفيات العزل. كما اتسمت هذه المبادرة بتفعيل دور الشباب بالتنسيق والتعاون مع الجامعة ومراكز الشباب.
وتصدَّرت القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية المشهد في مبادرة “ع الحلوة والمرة متضامنين” في محافظة الأقصر والتي كانت من أولى المحافظات المتضررة من الوباء صحيًّا واقتصاديًّا. من خلال نشر رسائل طمأنة وتضامن وتقديم الدعم للأسر المتضررة.
وفي مواجهة التأثيرات النفسية التي سببتها التدابير الاحترازية، وخاصةً على الأطفال، استهدفت مبادرة “إيد واحدة في الأزمات” في أسيوط في قريتي دير درنكة، ودرنكة الجديدة بالتعاون مع بيت العائلة المصرية بأسيوط وجامعة أسيوط واتحاد شباب دير درنكة نشر الوعي بأهمية التضامن والتماسك المجتمعي في مواجهة أزمة فيروس كورونا. وقد تضمنت المبادرة أنشطة للأطفال في المنازل من خلال الفن والرسم.
ومن محافظة الإسكندرية، كانت مبادرات “إيد واحدة في الأزمات” ومبادرة “رد الجميل“، وفي هاتين المبادرتين برزت قدرة المنتدى على تعزيز الشراكات؛ حيث شملت بيت العائلة المصرية بالإسكندرية، والكنيسة الإنجيلية، والهيئة العامة للاستعلامات، وجمعية المرأة والتنمية، وشباب الإعلاميين والصحفيين، والتنسيق مع مندوبي وزارة الصحة والإسكان للإشراف على عملية التطهير والتعقيم.
واستهدفت مبادرة “إيد واحدة في الأزمات” لطلاب جامعة أسيوط التعريف بروح الوحدة والتماسك المجتمعي في الأزمات، ومواجهة الوصم والتمييز الموجَّه لمصابي فيروس كورونا من خلال الرسم وإرسال رسائل تضامن معهم. وتجسد ذلك أيضًا في مبادرة لدعم الممرضات في محافظة المنيا، في لفتة تضامنية مع هذه الفئة من النساء ممن يقفن في الصفوف الأمامية لمواجهة الوباء، ويتعرضن للكثير من المشكلات الاجتماعية بسبب عملهن، وقربهن من المرضى.
وفي المنيا، جاءت مبادرة (احمي نفسك… احمي بلدك) لتستهدف 4 من القرى الفقيرة وتجسد روح التضامن بين الطلبة من الكليات والمعاهد الدينية والمسيحية والإسلامية من خلال دورهم في توعية الأهالي بالفيروس وخطورته وطرق العدوى وكيفية الوقاية وتقديم خدمات التعقيم وتوزيع المطهرات وأدوات النظافة على عدد 180 من الأسر مع رش وتعقيم الأماكن الحيوية مثل كلية الأزهر والبريد وغيرها من الشوارع الأكثر ازدحامًا.
وللحد من للتنمر على الممرضات وتضامنًا معهن، قامت مجموعات الخدمات والداعيات بالمنيا بزيارة ميدانية لمستشفى الأورام وتقديم هدايا لهن من صنع أيديهم، في لافتة إنسانية لتشجيعهم على دورهن في مكافحه الوباء.